قالت لي جدتي
قالت لي جدتي: الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه!
وأقول لها، بعد أعوام من تلك الضربة التي اجتاحت ظهري، أنه لم يقوى فقط.. بل تجمد وتيبس وتحجّر! وحجّر معه قلبي ليصبح ناشفاً كخرقة لا روح فيها ولا حياة! فأصبحتُ، بعد رحيله المفاجئ إلى اللامكان واللازمان، تحت تأثير عالم صنعتُه ووضعته فيه وعشتُ معه لأنسج من خيالاتي طرقاً أخرى ودروباً أتمناها.. وقصصاً ذات نهايات سعيدة!
لم يكسر ظهري.. بل قوي حقاً! لكن قوته جعلته أصماً بعيداً عما حوله! اختار اللامشاعر ليقف ويتابع.. وتابع وتابعتُ..
أتساءل أحيانا: هل خسرتُ عندما خسرتُ إحساسي بمن حولي.. بنفسي.. بالأرواح.. بالأحلام.. بالآمال.. بالحب..؟!
ولا أنتظر الجواب!
تعلمتُ حينها، عندما غادرني دون استئذان، ألا أجرّب مرة أخرى! وتركت عالم المشاعر لأبدأ بعالم آخر فيه حسابات وجداول.. فيه أرقام وربح وخسارة بالورقة والقلم.. ونجحتُ! وربحت العالم وخسرت نفسي! وأصبحت بقايا جسد عفن ينبش الدودُ في خلايا قلبه ورئتيه.. في دماغه وعينيه!
وفجأة.. توقفتُ والتفت إلى نفسي باشتياقٍ أبحثُ عنها بين الركامات.. لم أدرِ وقتها لم تذكرتُها..
حدثتها بحماسة.. حدثتني بجفاء!
قلت لها عودي إليّ لترجع الحياة من جديد.. عودي.. فالحياة المرقمة والمعنونة أرهقتني!
وبكل سخرية ردتني إلى مكاني وابتعدتْ.. ناديتها.. صرختُ إليها.. لحقتها ولم أدركها.. ورجعت وحدي لأتسمر قرب أوراقي وأعمالي مدركةً أن الحب اعتيادٌ.. إذا لم نمارسه يوميا.. في كل لحظة.. في كل مشهد من حياتنا.. ننسى تقنية التعامل معه! وعندما يعنّ على بالنا ينظر إلينا هازئاً ولسان حاله يقول: إني لست زراً من أزرار آلاتكم أأتمر بأوامركم وأعمل بمشيئتكم! بحسب أهوائكم وكما تشاء أرقامكم!
كانت هذه حكمة أخرى تعلمتها.. لكن.. لم تقلها لي جدتي!
======
منقــول للامانـة
======
قالت لي جدتي: الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه!
وأقول لها، بعد أعوام من تلك الضربة التي اجتاحت ظهري، أنه لم يقوى فقط.. بل تجمد وتيبس وتحجّر! وحجّر معه قلبي ليصبح ناشفاً كخرقة لا روح فيها ولا حياة! فأصبحتُ، بعد رحيله المفاجئ إلى اللامكان واللازمان، تحت تأثير عالم صنعتُه ووضعته فيه وعشتُ معه لأنسج من خيالاتي طرقاً أخرى ودروباً أتمناها.. وقصصاً ذات نهايات سعيدة!
لم يكسر ظهري.. بل قوي حقاً! لكن قوته جعلته أصماً بعيداً عما حوله! اختار اللامشاعر ليقف ويتابع.. وتابع وتابعتُ..
أتساءل أحيانا: هل خسرتُ عندما خسرتُ إحساسي بمن حولي.. بنفسي.. بالأرواح.. بالأحلام.. بالآمال.. بالحب..؟!
ولا أنتظر الجواب!
تعلمتُ حينها، عندما غادرني دون استئذان، ألا أجرّب مرة أخرى! وتركت عالم المشاعر لأبدأ بعالم آخر فيه حسابات وجداول.. فيه أرقام وربح وخسارة بالورقة والقلم.. ونجحتُ! وربحت العالم وخسرت نفسي! وأصبحت بقايا جسد عفن ينبش الدودُ في خلايا قلبه ورئتيه.. في دماغه وعينيه!
وفجأة.. توقفتُ والتفت إلى نفسي باشتياقٍ أبحثُ عنها بين الركامات.. لم أدرِ وقتها لم تذكرتُها..
حدثتها بحماسة.. حدثتني بجفاء!
قلت لها عودي إليّ لترجع الحياة من جديد.. عودي.. فالحياة المرقمة والمعنونة أرهقتني!
وبكل سخرية ردتني إلى مكاني وابتعدتْ.. ناديتها.. صرختُ إليها.. لحقتها ولم أدركها.. ورجعت وحدي لأتسمر قرب أوراقي وأعمالي مدركةً أن الحب اعتيادٌ.. إذا لم نمارسه يوميا.. في كل لحظة.. في كل مشهد من حياتنا.. ننسى تقنية التعامل معه! وعندما يعنّ على بالنا ينظر إلينا هازئاً ولسان حاله يقول: إني لست زراً من أزرار آلاتكم أأتمر بأوامركم وأعمل بمشيئتكم! بحسب أهوائكم وكما تشاء أرقامكم!
كانت هذه حكمة أخرى تعلمتها.. لكن.. لم تقلها لي جدتي!
======
منقــول للامانـة
======